من المعنيون بتحقيق رسالة المسجد؟ إنّ مما يجب التسليم به سلفا أن العلماء قبل غيرهم هم المعنيون برسالة المسجد، ثم طلابهم الأمثل فالأمثل، وذلك على النحو التالي:
١ - العلماء والمشايخ الكبار: لا شك أن العلماء هم أولى وأول من يقوم بمهام رسالة المسجد، لكن لا يعني ذلك أن أشخاص العلماء هم المنفذون لكل عمل يتعلق بذلك، بل الأمر الطبيعي والوضع السليم أن العلماء يقومون بدورهم من جانب، ويوجهون من دونهم من جانب آَخر، وتحت نظر العلماء وأمرهم وقيادتهم وريادتهم تقوم فئات أخرى من طلاب العلم والمعلمين، الموثوق بهم بتحقيق الرسالة الشرعية للمسجد.
٢ - القضاة، وهم غالبا من العلماء: ونظرًا لأنه-في هذه البلاد بحمد الله- لا تخلو مدينة أو قرية كبيرة من قاض أو أكثر، فإنه يجب أن يتولى القاضي مهامه الشرعية من تعليم الناس أصول دينهم ومهمات الأحكام والفتوى، والدروس الشرعية، وتوجيه الناس، والإصلاح بينهم، والإسهام في معالجة مشكلاتهم الاجتماعية والتنسيق مع الجهات المسؤولة في البلد لدفع كل ما هو من مصالح البلد في الدين والدنيا. وسائر هذه الأنشطة ينبغي أن ينبثق عن المسجد ما أمكن ذلك.
وهذا -أعني الإفادة من القضاة في نشر العلم والفتوى والدعوة -مما