للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يعتمد على العنف المادي، ومن وجهة نظر جماعات الإرهاب فإن كل شيء في المجتمع باطل ويجب تغييره، وأنه لا سبيل لهذا التغيير إلا بقوة السلاح وممارسة الإرهاب في المجتمع " (١) .

- وعرفه المجمع الفقهي الإسلامي بأنه:

"العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان: دينه ودمه وعقله وماله وعرضه "، كما أكد العلماء أن تعريف الإرهاب "يشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد". . . ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر (٢) .

- وعرفه أحمد جلال عز الدين بأنه: "عنف منظم ومتصل بقصد تحقيق أهداف سياسية" (٣) .

- أما محمد الحفناوي، فيرى أنه "إجبار الآخرين من خلال الترويع والتهديد بالتعنيف الجسدي أو القهر الفكري لاتخاذ موقف إيجابي يجافي الحق الإنساني ويلغيه أمام فكر الآخرين ومعتقداتهم، وأسلوبه المغالاة الشديدة وإلغاء إرادة الآخرين ومصادرة حقوقهم " (٤) .

- ونقل عادل القيار أن الكاتب الفرنسي (جان بيار ديرينيك) عرفه بقوله: إن الإرهاب يرتكز على الاستعمال المطلق للعنف، ببث الرعب باعتباره وسيلة عمل عشوائية وعاجزة وبالتالي عقيمة، نظرا إلى أنها تهدف إلى القضاء العشوائي على الآخرين الذين لا يملكون عندئذ استعمال نفس السلاح، أي العنف المضاد، وبالتالي الإرهاب المعاكس، ثم الوصول إلى العقم بأبسط وأوضح معانيه (٥) .

- وأما الكاتب (جان سرفيه) Jean servier فقد عرف الإرهاب: بكونه سلوكا يجمع في طياته أعمال العنف المرتكبة من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد، ضد ضحايا يتم اختيارهم عشوائيا بهدف تأكيد قوة معينة وإرادة خفية ببثها التخويف والرعب الذي ما يلبث أن ينتشر بسرعة وتصيب عدواه كافة أصناف المجتمعات (٦) .

وفي هذا التعريف والذي سبقه إشارة إلى أن الإرهاب يولد إرهابا مماثلا، مما يجعله


(١) أحمد طه خلف الله، الإرهاب: أسبابه، وأخطاره، وعلاجه (القاهرة: مطبعة السلام، ١٩٩٥ م) ، ص ١٤.
(٢) زكي علي أبو غضة، الإرهاب في اليهودية والمسيحية والإسلام (المنصورة، مصر: دار الوفاء للطباعة والنشر، ٢٠٠٢ م) ، ص ٣٧.
(٣) أحمد جلال عز الدين، الإرهاب والعنف السياسي (القاهرة: دار الحرية، ١٩٨٩ م) ، ص ٤٩.
(٤) محمد حسن الحفناوي، الإرهاب والشباب، " سلسلة الإرهاب والتطرف في فكر المثقفين " مقال رقم ٩١، الأهرام، قضايا وآراء ١٩/ ١١ م، ص ٨.
(٥) عادل القيار، " دراسة عن الإرهاب مفهومه وأسبابه " جريدة البيان، ١٣/ ٤/ ١٩٩٨ م.
(٦) عادل القيار، المرجع السابق.

<<  <   >  >>