للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المملكة للإرهاب ليست وليدة اليوم، أو بسبب ما يتعرض له العالم في العصر الحديث من مشكلات وعمليات إرهابية، بل إنها تعد مكافحة الإرهاب جزءا لا ينفك عن تطبيقها لبقية أحكام الإسلام.

٢ - من يمحص النظر في تاريخ تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز رحمه الله يدرك أنها قامت على أساس محاربة الإرهاب الحقيقي- الحرابة وقطع الطريق وغيرها من صور الإرهاب- الذي كان سائدا في الجزيرة العربية آنذاك، وكانت تعاني منه شعوبها، فهي دولة تأسست على محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، ومكافحة الجريمة، ونشر الأمن، والمحافظة على الأنفس والأعراض والأموال والمنجزات والمكتسبات، حتى تحقق لها ذلك بفضل الله.

ومن يدرك ذلك يعلم قدر ما عانته المملكة من صور الإرهاب، ومن صعوبات ومشكلات في بناء كيانها، فهذا الكيان لم يأت من فراغ. ولهذا فإن المحافظة عليه أمر لا يمكن المساومة عليه. وموقف المملكة من الإرهاب الذي تتعرض له المجتمعات الأخرى يقوم على مبدأ أن ما تجرعت مرارته لا يمكن أن ترضاه لغيرها، فهو موقف يجمع بين التأسيس على المبدأ الديني الشرعي القائم على ضرورة محاربة الإرهاب، والحاجة الفعلية إلى محاربة إرهاب الممارسة للقتل والنهب والسلب والإفساد في الأرض، وإرهاب الفكر والغلو الذي يدفع المؤمنين به إلى ارتكاب جرائم الإرهاب، أو العمل على دعمه أو تسويغه.

٣ - المملكة العربية السعودية عضو في هيئة الأمم المتحدة، وفي الهيئات والمنظمات المنبثقة عنها، وبالتالي فهي دولة ملتزمة بقرارات الشرعية الدولية، والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، والعمل على تحجيمه ومعالجة أسبابه، وقد صادقت على معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي لعام ١٩٩٩ م، وكذا على اتفاقية الأمم المتحدة ولائحتها التنفيذية (اتفاقية فينا لعام ١٩٨٨ م) " كما صادقت على الاتفاقية العربية لعام ١٩٩٨ م لمكافحة الإرهاب، وغيرها من المعاهدات والاتفاقات الدولية والثنائية.

<<  <   >  >>