للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أي: الخوف من الله سبحانه وتعالى.

وعليه؛ فالإرهاب في اللغة هو الإفزاع والإخافة، يقال: أرهبه، ورهبه أي أخافه (١) .

قال عنترة:

لولا الذي ترهب الأملاك قدرته ... جعلت من جوادي قبة الفلك

ويقول الأعشى:

وبلدة يرهب الجواب دلجتها ... حتى تراه عليها يبتغي الشيعا

قال أبو القاسم الجنيد، الخوف: توقع العقوبة، وقيل: الخوف: اضطراب القلب وحركته من تذكر المخوف، وقيل: الخوف: هروب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.

وبالنظر فيما سبق من معاني مادة "رهب " وبعض ما تفرع عنها يتضح أنها تعني: الخوف، وهو ما يعني الإمعان في الهرب من المكروه، وقد يكون هذا الهرب بالكف عن فعل ما ينتج عنه مكروه أو ببذل الأسباب التي تمنع حدوثه، ومنه إمعان الإنسان في العبادة والزهد في الدنيا خوفا من الله وطمعا في رضاه. وأما أرهب، فتعني: قصد التخويف والإفزاع والترويع، من قوة تفوق قوة ذات المخوف أو المروع، فهو حالة من تسليط عناصر خارجية تتسبب في ضعف داخلي يعتري الإنسان، فيجبره على التخلي عن شيء من اختصاصه، أو عن شيء يحبه.

ولقد أقر مجمع اللغة العربية في القاهرة استخدام كلمة الإرهاب بوصفه مصطلحا حديثا في اللغة العربية أساسه (رهب) بمعنى خاف، وأوضح المجمع: (أن الإرهابيين وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية) (٢) .

ومعنى الإرهاب في اللغات الأخرى لا يبعد عن معناه في اللغة العربية؛ ففي اللغة الإنجليزية مثلا كلمة Terrorism التي تعني الإرهاب، وهي مشتقة من كلمة Terror أي تخويف أو Terrorize وكلها تعني الخوف ومشتقاته.


(١) أبو الفضل ابن منظور، لسان العرب (بيروت: دار بيروت للطباعة، ١٩٥٥ م) ، ج ١، ص ٤٣٦؛ وإسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح.
(٢) مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط (القاهرة: مجمع اللغة العربية) ، ص ٣٩٠.

<<  <   >  >>