للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المختار الصفا وصاح بأعلى صوته «واصباحاه وهي صيحة يصيح بها العربي حين يحس بخطر داهم يوشك أن يحيط بقومه أو عشيرته: ثم أخذ ينادي يا بني فهر: يا بني عدي، يا بني كعب، لبطون قريش كلها حتى اجتمعوا فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قال أبو لهب: تبا لك يا محمد ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: ١] » (١) .

أما خطبته في أول جمعة صلاها بالمدينة فأجتزئ منها هذه العبارة: «وإن تقوى الله تبيض الوجه، وترضي الرب، وترفع الدرجة، خذوا بحظكم، ولا تفرطوا في جنب الله، قد علمكم الله كتابه، ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا وليعلم الكاذبين، فأحسنوا ما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداء {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ} [الحج: ٧٨] (٢) . وسماكم المسلمين.


(١) البخاري في صحيحه في التفسير: سورة تبت يدا أبي لهب وتب ٦ ٩٤- ٩٥، ومسلم في صحيحه في كتاب الإيمان ١ / ١٩٣ - ١٩٤، والبداية والنهاية ٣ ٣٨، والكامل في التاريخ ٢ ٤٠.
(٢) الحج: آية / ٧٨.

<<  <   >  >>