للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

معضلة ما، تطرح المشكلة على بساط البحث وتجال فيها الآراء، وتدار الأفكار وتدخل في بوتقة الصهر فيعرف فجها من ناضجها وسقيمها من صحيحها وزيفها من خالصها، فيستبعد الفج والزيف والسقيم، ويؤخذ بالناضج والصحيح والخالص، فعليه يتم السير فيوصل إلى الغاية المثلى فيصلح الحال، ويزول المشكل، والله جل وعلا يقول: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: ٣٨] (١) ويقول {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: ١٥٩] (٢) .

والمسجد ملتقى عظيم يجتمع فيه المسلمون للصلاة والمواعظ مرتين في عيدي السنة: الفطر والأضحى، وفي كل أسبوع مرة لأداء صلاة الجمعة وسماع خطبتها، وفي كل يوم وليلة خمس مرات لتأدية الصلوات الخمس المكتوبة، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: ١٠٣] (٣) .

هؤلاء الصلوات اللاتي تمحى بهن الخطايا، وتكفر بهن الذنوب , فعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقى من درنه؟ قالوا: لا يبقى من درنه


(١) الشورى: آية ٣٨.
(٢) آل عمران: آية ١٥٩.
(٣) النساء: آية ١٠٣، وموقوتا، أي مفروضا، وقيل: محددا كما في فتح الباري ٢ / ٣.

<<  <   >  >>