للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شيئا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا» (١) وشرعت صلاة الجماعة لأجل التواد والتواصل وعدم التقاطع فباجتماعها يحصل التآلف والوئام، والأنس والانسجام، والتعاطف والتلاطف والالتئام فتصفو القلوب، وتزكو النفوس ويجتمع الشمل، ويرتئب الصدع، وتنقشع سحب الضغينة وغيوم الإحن والأحقاد، ويبقى المجتمع نظيفا من الغل والحسد، طاهرا نقيا من السخيمة والشحناء، تخيم عليه المحبة الواثقة، وتملأ أفئدة بنيه المودة الكامنة الصادقة به، ويطلع المسلم على أحوال أخيه، ويتحسس مواضع حاجته، فيسعفه ويواسيه، يعرف من ملامح وجهه ورثاثة حاله ما يعتلج في جنانه من شظف عيش وسوء حال، وعوز وفاقة، وما يخالج ضميره من هم وكدر، فيخفف ما ألم به بمد يد العون والرفد والعطاء، ويعالج ما أقلقه من مصائب وغموم، فيزيل عنه شديد قلقه، وثقيل أتراحه «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» (٢) وإن رآه هانئا باشا،


(١) البخاري في صحيحه في مواقيت الصلاة: باب الصلوات الخمس كفارة ١ / ١٣٤ وفي فتح الباري ٢ / ١١، أرأيتم: أخبروني فهو استفهام تقرير. والنهر سكون الهاء، وفتحها ما بين جنبي الوادي، سمي بذلك لسعته، وكذلك سمي النهار لسعة ضوئه، والدرن: الوسخ.
(٢) سبق تخريجه ص ١٠.

<<  <   >  >>