للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والأدناس حتى الكناسات القليلة، والقمامات الضئيلة في إزالتها أجور تكتب وتعرض على النبي الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم، فإذا كان هذا في الأشياء الضئيلة الخفيفة ففي الكبيرة أوفر أجرا وأعظم مثوبة. وعن سمرة بن جندب قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تتخذ المساجد في ديارنا وأمرنا أن ننظفها» ، رواه أحمد (١) ورواه أبو داود ولفظه: «كان يأمرنا بالمساجد أن نصنعها في ديارنا ونصلح صنعتها ونطهرها» (٢) .

وكان تعظيم المسجد بالخدمة مشروعا في الأمم الماضية، ألا ترى أن الله حكى عن حنة أم مريم أنها لما حبلت نذرت لله تعالى أن يكون ما في بطنها محررا، يعنى عتيقا يخدم المسجد الأقصى ولا يكون لأحد عليه سبيل، ولولا أن خدمة المساجد مما يتقرب به إلى الله لما نذرت به، وهذا معنى قول ابن عباس: " نذرت لك ما في بطني يعني محررا للمسجد يخدمها " وفى لفظ " يخدمه "، وساق البخاري - رحمه الله - حديثا عن أبى هريرة رضي الله عنه أن امرأة أو رجلا كانت تقم (٣) المسجد ولا أراه إلا امرأة، فذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على قبره (٤) .


(١) أحمد في مسنده: ٥ / ١٧.
(٢) أبو داود في سننه في كتاب الصلاة: باب اتخاذ المساجد في الدور ١ / ٣١٥.
(٣) من قم الشيء يقم قما: أي كنسه، والقمامة: بضم القاف: الكناسة كما في عمدة القاري ٤ / ٢٣٠.
(٤) عمدة القاري شرح صحيح البخاري ٤ / ٢٣٢- ٢٣٣.

<<  <   >  >>