وفي النسخة التي رواها طاهر بن يحيي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خط لجعفر بن أبي طالب وهو بأرض الحبشة دارا فأشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصفها بمائة ألف فزاده في المسجد وفي النسخة التي رواها ابن ابنه نسبة ذلك لعثمان والظاهر أن كلا منها زاد بعضها وليحيي في خبر عن ابن عمر رضي الله عنه أن المسجد على عهد عمر كان طوله أي من القبلة إلى الشام أربعين ومائة ذراع وعرضه عشرين ومائة ذراع أي من المشرق إلى المغرب ويتلخص مما قدمناه في حدود المسجد النبوي أن زيادته كانت قدر أسطوانتين في المغرب ولم يزد في المشرق شيئاً لإبقائه الحجر الشريفة فنهاية المسجد في زمنه الأسطوانة السابعة من المنبر في المغرب وذلك يقرب من مائة وعشرين ذراعا وسيأتي في الفصل بعده ما يفهم خلافه وهذا أرجح وزيادته
من القبلة الرواق المتوسط بين الروضة ورواق القبلة الذي كان عليه المقصورة المحترقة وذلك نحو عشرة أذرع فتكون زيادته في الشام ثلاثين ذراعا على رواية المائة في ذرع طول المسجد النبوي وقد سبق أن بعض الحجر الشريفة كانت في الشام فكأن زيادته في الشام كانت حولها لأنه لم يدخلها في المسجد وقال رزين في روايته وطول السقف أي ما بينه وبين الأرض أحد عشر ذراعا وجعل سترة المسجد فوقه ذراعين أو ثلاثة وبنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة وكذا في رواية يحيي قال فيها أيضا ما حاصله أن جعل له ست' أبواب بابين عن يمين القبلة وباب مروان المعروف اليوم بباب السلام وباب عاتكة وهو المعروف اليوم بباب الرحمة وبابين عن يسارها وهما الباب الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم وباب النساء وبابين خلف القبلة يعني من جهة الشام ولم يغير باب عاتكة ولا الباب الذي يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم قال المطري وهو باب جبريل عليه السلام وما قاله من عدم التغيير فيه مسلم لأنه لم يزد في المشرق شيئاً بخلاف باب عاتكة لأنه زاد في المغرب فالمراد بكونه لم يغيره أنه أخره في محاذاة الباب الأول ولأبن شعبة ويحيي عن أبي هريرة زاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسج من شاميه ثم قال لو زدنا فيه حتى تبلغ به الجبانة كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهما عن ابن أبي ذئب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو مدّ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكان منه ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لو بني هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدي وكلها شواهد لما نقل عن مالك رضي الله عنه من عموم المضاعفة لما زيد في المسجد النبوي خلاف ما قاله النووي رحمه الله تعالى ولهما بسند جيد عن سالم بن عبد الله أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بنى في ناحية المسجد رحبة تدعى البطيحاء ثم قال من أراد أن يلفظ أو ينشد شعرا أو يرفع صوتا فليخرج إلى هذه الرحبة زاد ابن شبة قال محمد بن يحيي وقد دخلت تلك البطيحاء في المسجد فيما زيد فيه بعد عمر رضي الله عنه ولأبن شبة في موضع آخر ما بين أنها كانت في جهة شرقي المسجد مما يلي مؤخره زمن عمر بجهة رباط خالد بن الوليد المعروف برباط السبيل ولأبن شبة عن السائب بن يزيد قال كنت مضطجعا في المسجد فحصبني رجل فعرفت رأسي فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أذهب فأتى بهذين الرجلين فجئت بهما فقال من أنتما أو من أين أنتما قالا من أهل الطائف قال لو كنتما من أهل البلد ما فارقتكما حتى أوجعكما جلدا ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليحيي عن نافع نحوه وزاد أن مسجدنا هذا لا ترفع فيه الأصوات ولأبن زبالة ويحيي عن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه مرّ بحسان بن ثابت وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه فقال حسان قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال اللهم نعم وهو في الصحيح بنحوه زاد يحيي فأنصرف عمر رضي الله عنه وقد عرف أنه يريد بمن هو خير منك النبي صلى الله عليه وسلم وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب لحسان منبر في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار والنهي عن تناشد الأشعار في المسجد محمول على أشعار الجاهلية والمبطلين. القبلة الرواق المتوسط بين الروضة ورواق القبلة الذي كان عليه المقصورة المحترقة وذلك نحو عشرة أذرع فتكون زيادته في الشام ثلاثين ذراعا على رواية المائة في ذرع طول المسجد النبوي وقد سبق أن بعض الحجر الشريفة كانت في الشام فكأن زيادته في الشام كانت حولها لأنه لم يدخلها في المسجد وقال رزين في روايته وطول السقف أي ما بينه وبين الأرض أحد عشر ذراعا وجعل سترة المسجد فوقه ذراعين أو ثلاثة وبنى أساسه بالحجارة