التكوين محزما مكفتا بذهب يضيء إذا أسرج فيه وعليه مكتوب أن الناصر محمد بن قلاوون علقه بيده هناك وكان بالقبة فعلقه الشجاعي الجمالي قبالة المصلى النبوي وأما المقصورة التي أديرت على الحجرة الشريفة وبيت فاطمة رضي الله عنه بين الأساطين فقد أحدثها السلطان الظاهر ركن الين بيبرس وذلك أنه لما حج سنة سبع وستين وستمائة أراد جعلها من دربزين خشب فقاس ما حول الحجرة الشريفة بيده وقدره بحبال وحملها معه وعمل الدرابزين وأرسله سنة ثمان وستين وأداره عليها وعمل ثلاثة أبواب قبليا وشرقيا وغربيا نصبه بين الأساطين التي تلي الحجرة الشريفة إلا من ناحية الشام فإنه زاد فيه إلى متهجد النبي صلى الله عليه وسلم وكان ارتفاعه نحو القامة فزاد عليه العادل زين الدين كتبغا سنة أربع وتسعين وستمائة شباكا دائرا عليه ورفعه حتى وصله بسقف المسجد ثم زيد لهذه المقصورة باب رابع شامي بطرف صحن المسج عند زيادة الرواقين بمؤخر السقف القبلي سنة تسع وعشرين وسبعمائة في دولة الناصر ثم أحدث أما هذا الباب من جهة الصحن سقف لطيف نحو ستة أذرع يحيط به رفوف وبسط بأرضه الرخام سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة في دولة