الشريفة فحثني داعي الشوق إلى الإجابة وبلغ الوجد مني
مبلغا أتم نصابه ولله در القائل أتم نصابه ولله در القائل
ولو قيل للمجنون أرض أصابها ... غبار ثرى لبلى لجدّ وأسرعا
فتوجهت مستحضرا عظيم ما توجهت إليه ومتوقع المثول ببيت أوسع الخلق كرما وعفوا وذلك هو المعوّل عليه ولله در القائل
عصيت فقالوا كيف تلقى محمدا ... ووجهي بأثواب المعاصي مبرقع
عسى الله من أجل الحبيب وقربه ... يداركني بالعفو فالعفو أوسع
وسألت الله تعالى أن يمنحني حسن الأدب في ذلك المحل العظيم ويلهمني ما يستحقه من الإجلال والتعظيم وأن يرزقني منه القبول والرضا ولتجاوز عما سلف ومضى فاستأذنت ودخلت من مؤخر الحجرة ولم أتجاوزه فشممت رائحة عطرة ما شممت مثلها قط فلما قضيت من السلام والتشفع والتوسل الوطر متعت عيني من تلك الساحة بالنظر لا تحف بوصفها المشتاقين وأنشر من طيب أخبارها في المحبين فإذا هي أرض مستوية ولا أثر للقبور الشريفة بها وبوسطها موضع فيه ارتفاع يسير توهموا إنه القبر النبوي فأخذوا من ترابه للتبرك فيما زعموا لجهلهم بأخبار الحجرة الشريفة فقد قال الشافعيّ ردّا على من قال إن النبيّ صلى الله عليه وسلم أدخل قبره معترضا هذا من فحش الكلام في الأخبار لأن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قريبا من الجدار وكان للحد تحت الجدار أي جدار القبلة فكيف توضع الجنازة على عرض القبر حتى صار معترضا انتهى