ولم يسلم من الحريق سوى القبة التي أحدثها الناصر لدين الله لحفظ ذخائر الحرم قال المطري مثل المصحف الشريف العثماني وعدة صناديق كبار متقدّمة التاريخ صنعت أي الصناديق بعد الثلاثمائة وهي باقية إلى اليوم وذلك لكون القبة المذكورة بوسط صحن المسجد وببركة المصحف الشريف العثماني انتهى وقضيته نسبة المصحف المذكور إلى عثمان رضي الله عنه وقد ذكرنا في الأصل ما قيه وعمرت القبة المذكورة سنة ست وسبعين وخمسمائة قال المؤرخون وبقيت سواري المسجد قائمة كأنها جذوع النخل إذا هبت الرياح تتمايل وذاب الرصاص من بعض الأساطين فسقطت ووقع السقف الذي كان على أعلى الحجرة على سقف بيت النبيّ صلى الله عليه وسلم فوقعا جميعا في الحجرة الشريفة وعلى القبور المقدّسة وفي صبيحة الجمعة عزلوا موضعا للصلاة وكتبوا بذلك للخليفة المستعصم بالله بن المنتصر بالله فوصلت الآلات صحبة الصناع مع ركب العراق في الموسم وابتدئ بالعمارة أوّل سنة خمس وخمسين وستمائة وقصدوا إزالة ما وقع من السقوف على القبور الشريفة قلم يجسروا على ذلك واتفق رأي الأمير منيف بن شيخة بن هاشم بن قاسم بن مهنا الحسيني مع رأى أكابر الحرم أن يطالع الإمام المستعصم بذلك فيفعل ما يصل به أمره فأرسلوا بذلك فلم يصل جوابه لاشتغاله وأهل دولته بإزعاج