المغرب الروضة جميعها إلى المنبر ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة فكان في الحرّم منها وقعة بغداد واستيلاء التتار عليها مع ما أسلفناه في العاشر من الباب الأوّل فوصلت الآلات من صاحب مصر المنصور نور الدين علي بن المعوايبك الصالحي ووصل أيضا آلات من صاحب اليمن المظفر شمس الدين يوسف بن المنصور عمر بن علي بن رسول فعمدوا إلى باب السلام ثم عزل صاحب مصر في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وتولى مكانه مملوك أبيه المظفر سيف الدين قطز المعزي واسمه الأوّل محمود بن ممدود أمه أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه وأبوه أبن عمه أسر عند غلبة التتار فبيع بدمشق ثم بمصر وتملك في ثامن عشر القعدة من سنة سبع وفي شهر رمضان من سنة ثمان أعز الله الإسلام على يده بوقعة عين جالوت ثم قتل بعد الوقعة بشهر وهو داخل إلى مصر وكان العمل في المسجد تلك السنة من باب السلام إلى باب الرحمة ومن باب جبريل إلى باب النساء وتولى مصر آخر تلك السنة الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي البندقداري فحصل منه اهتمام بأمر المسجد فجهز الآلات وثلاثة وخمسين صانعا وما يمونهم وأنفق عليهم قبل سفرهم وأرسل معهم الأمير جمال الدين محسن الصالحي وغيره ثم صار يمدّهم بالآلات والنفقات فعمل في أيامه باقي سقف المسجد من باب الرحمة إلى شمالي المسجد ثم إلى باب النساء وكمل سقف المسجد كما كان قبل الحريق سقفا فوق سقف إلا السقف الشمالي فإنه جعل