للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الدلالات والمعاني والمفاهيم الإعلامية في خطبة الصفا ١ - مبدأ البشارة والنذارة: وهو مبدأ أصيل من أهم مبادئ الإعلام الإسلامي؛ حيث إن الاتصال من خلال المنظور الإسلامي ينبغي له أن يلتزم هذا المبدأ في مخاطبة الناس وتوجيه الأحداث، فالإعلام الإسلامي يبشر الناس، ويفتح أمامهم آفاق الأمل، ولا يثبط هممهم، وهو أيضا ينذرهم من سوء المصير لمن لم يعتبر بالآيات والسنن، وأتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.

٢ - من الاتصال الشخصي إلى الاتصال الجمعي: لقد كانت هذه الخطبة نقلة عظيمة للحركة بالدعوة الإسلامية في العهد المكي، حيث كانت البداية الحقيقية للاتصال الجمعي، الذي تميزت به الحضارة الإسلامية في عهد النبوة والخلافة الراشدة، وفي العهود الإسلامية الزاهرة.

لقد كان الاتصال الدعوي قبل هذه الخطبة يدور في إطار الجماعات الأولية مثل: الأسرة , والأصدقاء، ومن يثق بهم الرسول صلى الله عليه وسلم مثل: زوجته خديجة بنت خويلد، وابن عمه علي بن أبي طالب، وصديقه أبي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعا (١) .

فلما نزل قول الله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: ٩٤] (٢)


(١) لقد بدأت الدعوة سرا، واستمرت ثلاث سنوات تدور في إطار الاتصال الشخصي، بما له من سمات إقناعية حتى بلغ عدد المسلمين قرابة ستين ما بين رجل وامرأة، كانوا القاعدة الأساسية لجماعة المسلمين، تربوا في مدرسة النبوة، في دار الأرقم، وفي شعاب مكة، وحين نراجع هذا الرصيد من جماعة المسلمين نجدهم أهل السابقة، الذين حملوا الإسلام على أكتافهم واضطلعوا بعبء حمل الرسالة وقيادة المجتمع الإسلامي، فيما بعد، فمنهم الخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرين بالجنة، ولا غرابة في ذلك فقد كانت التربية التي تلقوها تؤهلهم ليكونوا صناع التاريخ بحق. انظر مزيدا من التفاصيل عند:
- محمد بن يوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، تحقيق: عادل أحمد عبد الواحد وعلي محمد معوض، جـ ٢، ٢ / ١، (بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤١٤هـ) ص: ٣٢٢ وما بعدها.
- منير محمد غضبان، فقه السيرة النبوية، ط / ٣، سلسلة رقم ٥ من بحوث الدراسات الإسلامية (مكة: جامعة أم القرى، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي، ١٤١٥هـ) ص: ١٤٤ وما بعدها.
(٢) سورة الحجر، آية: ٩٤.

<<  <   >  >>