للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فاجتمعوا إليه، فقال: يا بني فلان!! يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني عبد مناف! يا بني عبد المطلب! ، فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ ، قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، قال: فقال أبو لهب: تبا لك! أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام. فنزلت هذه السورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: ١] » (١) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: ٢١٤] جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا، فخص وعم، فقال: يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني قصي أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا. يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لك من الله ضرا ولا نفعا، إن لك رحما سأبلها ببلالها» (٢) .


(١) أخرجه الإمام مسلم، صحيح مسلم، جـ١، (الرياض: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ١٤٠٠هـ) ص: ١٩٤، (ك ١ ب ٨٩) .
- قال محمد فؤاد عبد الباقي في تحقيقه لصحيح الإمام مسلم: (ورهطك منهم المخلصين) قال الإمام النووي: (الظاهر هذا كان قرآنا أنزل ثم نسخت تلاوته، ولم تقع هذه الزيادة في رواية البخاري) .
- وقال في (تبت يدا أبي لهب وقد تب) (هكذا قرأ الأعمش) ومعناه أن الأعمش زاد لفظ: (وقد) بخلاف القراءة المشهورة. انظر صحيح مسلم، جـ١، ص: ١٥٤.
(٢) أخرجه الإمام الترمذي، صحيح الترمذي بشرح الإمام ابن العربي المالكي، جـ ٢، (بيروت: دار الكتاب العربي) ص: ٦٠-٦١. وقال ابن العربي المالكي: (سأبلها ببلاها يعني الدعاء لهم والشفاعة عند الله، كما فعل بأبي طالب وهو كافر، فكيف بالمؤمنين من ذريته) .
- وقال أيضا: (جاء في صحيح مسلم: (وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين) وهذا من المنسوخ، فلا يفتقر إلى نظر فيه) انظر المدرك نفسه.

<<  <   >  >>