للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالداعي إلى الله حامل الحق ينبغي أن يقدمه للناس في صورة حسنة، قال الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: ٨٣] (١) وقال عز من قائل: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: ٥٣] (٢) وقال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: ٨٦] (٣) .

كل هذه المنطلقات تؤكد على أهمية التلازم بين المعنى الحق والشكل البلاغي الجميل الذي ظهر جليا في الخطاب الإعلامي النبوي , والذي لا بد لكل رجل اتصال وكل إعلامي مسلم أن يلتزمه في الطرح الإعلامي.

ومما لا شك فيه أن العملية الاتصالية تتأثر بهذا المقوم، يقول الدكتور إبراهيم إمام: (نحن ننادي هنا بالتوصل إلى بلاغة خاصة بالتلفزيون حيث يصبح لكل قسمة من القسمات معنى، ولكل إيماءة دلالة، ولكل سياحة قدرة على إثارة التأمل في الصورة المتحركة) (٤) .

والتلازم بين المعنى الحق والشكل الجميل في الإعلام الإسلامي إنما يكون لبيان الحق، وإعلاء الهمم، وشحذ الطاقات الإنسانية، فلا يهبط بالغرائز وإنما ينطلق بها إلى الأعلى، والعناية بالجمال في الإعلام الإسلامي هي التي لا تقود إلى الافتتان به، ولا ينبغي أن يصل حب الجمال إلى عبادة غير الله والتعلق به التعلق المطلق بحيث يكون شغل رجل الاتصال الشاغل كما


(١) سورة البقرة، آية: ٨٣.
(٢) سورة الإسراء، آية: ٥٣.
(٣) سورة النساء، آية: ٨٦.
(٤) شيخنا د. إبراهيم إمام، نحو بلاغة تليفزيونية في البرامج الدينية (الرياض: جهاز تلفزيون الخليج العربي، سلسلة بحوث ودراسات، رقم ٤) ، ص: ١.

<<  <   >  >>