الأصل الأول: المصدر المقنع للقائم بالاتصال أهمية بالغة في الإعلام الإسلامي، وهو المصدر الذي يعمل على إنتاج رسالة إعلامية محملة بالمعاني والأفكار، ويوجهها عبر وسيلة أو شكل من أشكال الاتصال التي تطورت من الاتصال المواجهي إلى الاتصال الفضائي عبر القنوات الفضائية إلى الجمهور المتلقي بغية تحقيق أهداف محددة مرحلية أو استراتيجية.
وقد يكون القائم بالاتصال شخصية حقيقية بدءا من المراسل الصحفي أو الإخباري، ومرورا برئيس تحرير الصحيفة ومنسق البرامج في الإذاعة والتلفاز ,وانتهاء بمدير وكالة الأنباء , كما قد يكون ذا شخصية اعتبارية كالمؤسسات الإعلامية الصحفية والإذاعية والتي أصبحت في القرن العشرين مؤسسات صناعية ضخمة، ونظرا لأهمية القائم بالاتصال في العملية الإعلامية ظهر ما يعرف بنظرية حارس البوابة الإعلامية (١) التي ميزت دور وفاعلية القائم بالاتصال في العملية الإعلامية، وقد كشف التحليل الإعلامي لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية المصدر ودوره الفعال والمؤثر في عملية الاتصال خاصة إذا التزم بالشروط التالية ثم استخلاصها من الجوانب الإعلامية لخطب النبي صلى الله عليه وسلم وهي:
أولا: القدرة على بث الثقة في الجمهور المتلقي: وقد ظهر دلالة هذا في جميع خطب الرسول صلى الله عليه وسلم موضع الدراسة، وتحقق للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك بعدة اعتبارات ومؤهلات في مقدمتها الصدق، فقد كان في مجتمعه معروفا
(١) انظر د. جيهان أحمد رشتي، الإعلام ونظرياته في العصر الحديث، جـ١، (القاهرة: دار الفكر العربي، ١٩٧١م) ، ص: ٤٧٢.