للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالصدق والأمانة حتى قالوا في خطبة الصفا: (ما جربنا عليك كذبا) ، وكان صلى الله عليه وسلم يتحلى بسجايا الحق ويقصده على علم ومعرفة بما يدعو إليه , وبما في مجتمعه من قيم وأفكار وتصورات فاسدة، وما له من عادات وأعراف حسنة , وما عندهم من أخلاق فاضلة أو سيئة، وهذه هي الدراية بما يدعو إليه وما عند الجمهور ,كما أن إدراك القائم بالاتصال وهو الرسول صلى الله عليه وسلم لاتجاه النفس عند المستقبل نحوه فهو عندهم الصادق الأمين، لذا اهتبل هذه المناسبة والتوافق للإقناع برسالة ربه ليس ذلك فقط بل وما كان له عندهم من مكانة اجتماعية , فقادة الرأي لهم أهمية في فاعلية الإقناع بالأفكار في العملية الاتصالية ولذلك ظهر ما يعرف بالاتصال على مرحلتين في الدراسات الإعلامية (١) .

كما أن من مؤهلات كسب ثقة المتلقي التألق في اتفاق مهارات الاتصال، وهي خمس مهارات أساسية اثنتان منها متعلقتان بصياغة الرسالة الإعلامية وهما الكتابة والحديث، واثنتان متعلقتان بفك رموز الرسالة وهما القراءة والاستماع , والخامسة القدرة على التفكير المنظم (٢) وقد أتقن المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو النموذج الأول لرجل البلاغ في الإعلام الإسلامي مهارات الاتصال , فقد كان من أفصح الناس حديثا وأعذبهم مقالة، من أحسن الناس وأرفقهم وأرحمهم بالناس، يستمع إلى الصغير والكبير، قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤] (٣) .

ومن مؤهلات كسب ثقة الجمهور المتلقي أن يظهر المصدر حرصه


(١) انظر: الدكتور سمير محمد حسين، الإعلام والاتصال بالجماهير والرأي العام، (القاهرة: عالم الكتب، ١٩٨٤م) ، ص: ٦٨، وما بعدها.
(٢) انظر تفصيلا في هذا الجانب عند د. يوسف مرزوق، مدخل إلى علم الاتصال، (الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، ١٩٨٨م) ، ص: ٤٦.
(٣) سورة القلم، آية: ٤.

<<  <   >  >>