للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشديد على مصلحة المتلقي ورعايته لاهتماماته، وقد ظهر ذلك في الأسلوب الحواري المفتوح في خطبة الصفا (١) وجاء أيضا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ومكاشفته بالحقائق أقرب الناس إليه «يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا» (٢) وشارك الناس همومهم يوم فتح مكة فقد عظم في نفوسهم اقتحام الحرم المكي عنوة فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي» (٣) .

هذه حقيقة قيلت في سياق الاهتمام بهموم ومشكلات الجمهور المتلقي، وذلك كمدخل للإقناع بحقائق الإسلام العظيم ومسلماته من خلال البلاغ النبوي المبين.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المؤهلات لكسب ثقة الإنسان المتلقي التي أكدها التحليل الإعلامي لخطب النبي صلى الله عليه وسلم تؤكدها الدراسات الإعلامية التي تعنى بفاعلية الإقناع في الاتصال (٤) .


(١) انظر تفصيل ذلك في الدلالة الخامسة من هذه الدراسة.
(٢) انظر الرواية الثانية لخطبة الصفا، ص: ١٠ من هذه الدراسة.
(٣) انظر نص خطبة فتح مكة، ص: ٤٢ من هذه الدراسة.
(٤) انظر تفصيل ذلك عند:
- د. محمد محمد البادي، الأسس النظرية للإقناع، ٢ / ١ (جدة: المكتبة الفيصلية، ١٤٠٧هـ) ، ص: ١٩٠ وما بعدها.
- وانظر: الدكتورة فريال مهنا، تقنيات الإقناع في الإعلام الجماهيري، ط / ١، ١٩٨٩م، بدون دار النشر) ، ص: ١٣٧.

<<  <   >  >>