للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حتى يكشف عوار هذا الإعلام الدعائي التضليلي ويفقده ثقة الناس بأهله ومؤسساته، فقد أثبت التاريخ فشل التضليل والكذب في اكتساب القلوب، وإقناع العقول، والهيمنة على النفوس، وما التجارب الدعائية النازية والفاشية والبلشفية من ذلك ببعيد.

٤ - المقاصد الحسنة والغايات السامية تقتضي استخدام الوسائل المناسبة: فقد وفق الرسول صلى الله عليه وسلم في أعلى وسيلة تختصر مساحات المكان، وتخاطب أكبر عدد من الناس في أسرع وقت ممكن، فصعد جبل الصفا، ولعل في هذا دلالة أهمية العناية بالوسيلة، والتألق في فنون الاتصال الإعلامي لإقناع الناس بالحق , وحتى لا يكون سبب الإعراض عن الدعوة الإسلامية عجز القائم بالاتصال عن القيام بواجبه.

٥ - المدخل الاتصالي المناسب: لقد كانت كلمة: " يا صباحاه" التي استهل بها الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة الصفا غاية البدايات الجيدة، والاستهلاك الحسن، والمدخل المثير للانتباه والاهتمام، والمحرك للوعي، والملفت للنظر في مجتمع ديدنه الحروب التي كانت تنشب بين قبائله لأتفه الأسباب؛ لذا كان حسن الابتداء هذا مفتاحا لعقول القوم، فجاءوا زرافات ووحدانا، حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا، حتى امتلأت ساحة الصفا.

٦ - إشراك الجمهور في العملية الاتصالية والحوار المفتوح: وهذا الأسلوب الحواري في الإعلام له أثره الفعال في تحقيق الإقناع والاقتناع , وهذا ما تؤكده الدراسات الاتصالية، حيث تعد من مؤهلات الإقناع بالرسالة الإعلامية إشراك الجمهور المتلقي في العمل الإعلامي (١) .


(١) انظر د. حمدي حسن أبو العينين، الاتصال وبحوث التأثير - دراسات الاتصال الجماهيري، (القاهرة: كويك حمادة للطباعة، ١٩٩٣م) ص: ٤١.
- وانظر د. عصام سليمان موسى، المدخل في الاتصال الجماهيري، ط / ١، (أربد: مكتبة الكتاني، ١٩٨٦م) ص: ١٤٨.
- وانظر ديز موند فيشر، الحق في الاتصال تقرير عن الوضع الحالي، ترجمة: محمد فتحي، (باريس: مكتب مطبوعات اليونسكو، ١٩٨٢م) ص: ٣.

<<  <   >  >>