للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كما أن الدراسات الإعلامية تؤكد أيضا على احترام إرادة الإنسان وحريته الاتصالية، والحوار، والمناقشة (١) .

فالإعلام إنما يكون للناس وليس للقائم بالاتصال، فإذا كان الناس لا يستمعون للقائم بالاتصال، وإذا كان لا يقرأ رسائله إلا هو فالسكوت له أفضل من صرخة في واد.

٧ - القدرة على بث الثقة في الجمهور: من أهم عوامل الإقناع في الاتصال وهذا يعني ثقة القائم بالاتصال بما عنده، وبقيمه، وأهدافه، وغاياته السامية، وثقة الناس في صدقه، وأمانته، وعدله، وهذه الدلالة تؤكد على أهم مؤهلات القائم بالاتصال.

والقائم بالاتصال في هذه الخطبة هو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي انتزع الله له إجماعا عاما من قريش بأنه الحكم العدل والصادق الأمين كلمة قالوها، وشاء الله أن تكون عليهم حجة إلى يوم القيامة.

وقريش شوكة العرب , وهي عندهم المأمونة على حرم الله، المحروسة بحراسة الله، وحمايته لبيته وحرمه، وخاصة بعد حادثة الفيل؛ حيث عجز العرب قاطبة أن يقفوا في وجه أبرهة الحبشي ويمنعوا البيت الحرام، ولكن الله


(١) انظر تفصيلات مفيدة في هذا الجانب في كتابي: الحرية الإعلامية في ضوء الإسلام، (الرياض: عالم الكتب، ١٤١٢هـ) ص: ٥٥.
- وانظر د. سيد محمد الساداتي، وظيفة الإخبار في سورة الأنعام (الرياض: عالم الكتب، ١٤١٠هـ) ، ص: ٣٥٢.

<<  <   >  >>