للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم: «أتدرون أي يوم هذا؟ وأي شهر هذا؟ وأي بلد هذا؟ ، قالوا: هذا بلد حرام وشهر حرام ويوم حرام. . .» .

وهكذا يتبين بجلاء أن براعة الاستهلال والمدخل الاتصالي المناسب لا يخرج عن أمرين:

أحدهما: مدخل الجاذبية والجمال: وذلك لأن الإحساس بالجمال أمر مغروز في فطرة الإنسان، وتحريك هذا الإحساس إنما يكون ببلاغة القول وحسن البيان الذي تقدم فيه الحقائق للناس في وعاء جميل وشكل جذاب، والإعلام الإسلامي يستمد عمق هذا المدخل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسير في ظل الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم، إذا العقل والفطرة الإنسانية لا يبلغان مبلغه في ضلعي البيان والمنطلق ما دام في لسان الدهر حرف من العربية (١) وقد جاءت جميع فواتح السور القرآنية على أحسن وجه وأبلغه وأكمله كالثناء على الله تعالى، وحروف الهجاء مثل: الم، المص، المر , كهيعص، طه، طس، ق، ن،) ص. . . إلخ.

والنداء والجملة الخبرية والقسم والشرط والأمر والاستفهام والدعاء والتعليل (٢) وهي جميعها فيها من الإعجاز ما يثير الانتباه ويحفز على الترقب لما بعدها وما يحرك الإحساس الجمالي، وتدفع العقل إلى التفكير والتأمل.

وثانيهما: مدخل الهم والمشكلة: لأن مشاركة الناس همومهم والتعاطف معهم مدخل للإقناع بالأفكار خاصة إذا كان المتلقي يشعر


(١) مصطفى صادق الرافعي، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (بيروت: دار الكتاب العربي، صورة من الطبعة الثانية سنة ١٩٥٨م) ، ص: ٢٥٨.
(٢) انظر د. فريد عزت، دراسات في التحرير الصحفي، في ضوء معالم قرآنية، (جدة: دار الشروق، ١٤٠٤هـ) ، ص: ١٧٤ وما بعدها.

<<  <   >  >>