للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الإقناعية تختلف باختلاف الوسيلة (١) .

وخلاصة القول أن سلامة المنهج لا تقف عند حد إحكام الاتصال في إطار المسلمات العقدية والفكرية للأمة، ومراعاة البيئة العملية الاتصالية، وأشكال الاتصال وما يناسب كل شكل بل كل وسيلة من وسائل الإعلام، وإنما يضاف إلى ذلك كله الاستخدام الأمثل لأساليب الإقناع، وقد أظهر التحليل الإعلامي لخطب المصطفى صلى الله عليه وسلم الاستخدام المتألق لجملة أساليب لعل من أهمها:

١ - براعة الاستهلال والبداية المثيرة للانتباه: إن من أهم أساليب الإقناع المدخل الاتصالي المناسب الذي يعمل على جذب الانتباه وإثارته، فهو مدخل إلى نفوس الناس ومفتاح لعقولهم وأفكارهم، ولكن كيف يثير القائم بالاتصال الانتباه؟! هذا السؤال هو موضع إجماع بين المهتمين والباحثين في حقل الإعلام (٢) .

إن المتتبع للبدايات المثيرة للانتباه في خطب النبي صلى الله عليه وسلم بدءا بخطبة الصفا حيث صعد الصفا ثم قال: " واصباحاه!!! "، وفي خطبة أول جمعة البدء بالحمد والثناء على الله بما هو أهله في أول خطاب يوجه لجماعة المسلمين التي قامت في المدينة أمة من دون الناس، ويوم فتح مكة بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم خطبته بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، إنها لم تحل لأحد كان قبلي , وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي. . .» ، وفي خطبة حجة الوداع قال


(١) د. جيهان أحمد رشتي، الإسلام ونظرياته في العصر الحديث، مرجع سابق، ص: ٣٢٠ وما بعدها.
(٢) انظر شيخنا زين العابدين الركابي، النظرية الإسلامية في الإعلام والعلاقات الإنسانية، مرجع سابق، ص: ٣١٤.

<<  <   >  >>