وإذا تأملنا أسلوب الحوار المفتوح في الاتصال النبوي وجدناه يتحدد بناء على طبيعة الجمهور المتلقي، فالتساؤل في خطبة الصفا غيره في خطبة حجة الوداع مثلا، وذلك تبعا لطبيعة الجمهور والغرض من الاتصال.
٤ - التكرار: لقد احتفى الخطاب الإعلامي النبوي بأسلوب التكرير احتفاء عظيما، وأكثر الرسول صلى الله عليه وسلم من استخدامه حتى صار سمة من سمات الخطاب الإعلامي النبوي في جميع نماذج خطبه صلى الله عليه وسلم، وذلك لما للتكرار من أثر في ترسيخ الأفكار والقيم في النفوس، والرسول صلى الله عليه وسلم باستخدامه لهذا الأسلوب ينطلق في ذلك من هدي القرآن الكريم , فقد جاء القرآن بهذا الأسلوب لما جبلت عليه الفطرة الإنسانية من الانتفاع بما يكرر عليها قول الله تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}[الزمر: ٢٣](١) .
يقول صاحب الكشاف عند تفسير قوله تعالى:(مثاني) هذا بيان كونه متشابها لأن القصص المكررة لا تكون إلا متشابهة، والمثاني جمع مثنى بمعنى مردود ومكرر لما ثني من قصصه وأنبائه وأحكامه وأوامره ونواهيه ووعده