للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مطبعة، وله أيضا ٣٠٠ منشأة طباعية في وكالات حكومية أخرى وهذا التنوع المدهش للمطبوعات والطاقة التي تعرفها الحكومة؛ ترويجها وتوجيهها للفكر يمثل نقطتين خطيرتين، الأولى أن كل صغيرة وكبيرة في حياة المواطن الأمريكي تعتبر الحكومة الفيدرالية طرفا فيها لأنها أصبحت كلية للمعرفة، والنقطة الثانية أن الحكومة الفيدرالية أصبحت المصدر الرئيسي للمعلومات حول أي موضوع يمكن تخيله , وهذا يعني التحكم في الموقف والسيطرة عليها بما يعرف بالتسلط الديموقراطي (١) .

وبعرض هذه الأخلاقيات الإعلامية على المسؤولية الأخلاقية للقائم بالاتصال في الإعلام الإسلامي نجد أن المسؤولية الأخلاقية في واقع الإعلام المعاصر مجرد طموحات وآمال ليس لها شواهد في واقع الممارسة العملية، أما أخلاقيات الإعلام الإسلامي فإنه يؤكدها الخطاب الإعلامي في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتطبيق هذه الأخلاقيات في عهد الخلافة الراشدة والعهود الإسلامية بعد ذلك.

رابعا: أن يكون القائم بالاتصال عاملا بما يدعو إليه: لا يكفي للمصدر المقنع أن يكون صادقا وأمينا في قوله وبيانه، قادرا على كسب ثقة الجمهور المتلقي، سديد المنهج بارعا في استخدام الأساليب الفنية للإقناع بالرسالة الإعلامية في إطار معرفته بالظرف الاتصالي وما


(١) انظر مزيدا من التفاصيل عن هذا الجانب عند كل من:
- جيمس بينيت وتوماس ديلو / نينزو، الأكاذيب الرسمية كيف تضللنا واشنطن؟ ، ترجمة محمود برهوم ونقولا ناصر، (الأردن: دار الفكر للنشر والتوزيع، ١٩٩٣م) ، ص: ٢٠-٢١.
- هربرت أ. شيلر، المتلاعبون بالعقول، ترجمة عبد السلام رضوان (الكويت: سلسلة عالم المعرفة رقم ١٠٦، سنة ١٤٠٧هـ) ، ص: ١٦-١٧.

<<  <   >  >>