للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المعقول أن يكون موضوع الرسالة شيئا والهدف الذي يتجه إليه الاتصال شيئا آخر، أو لا تصل العملية الإعلامية إليه إلا بشكل غامض أو مشوش فلا تتحقق الأهداف، وقد ثبت في الدراسات الاتصالية أن الأهداف تتنوع بتنوع موضوع الرسالة، ويرى بعض الباحثين أنه ليس بالضرورة إعلان كل الأهداف التفصيلية فقد يزيد ذلك من تربص الأعداء ومكرهم؛ ولذا فإن في التصريح بالأهداف العامة المجملة والاكتفاء بها مندوحة عنه (١) هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى فإن المتلقي عندما يدرك عزم المصدر على إقناعه ويكشف عن أهدافه كلها وبالتالي يشعر بأنه يملي عليه شيئا ما فيرفض الرسالة (٢) .

وعلى كل حال فإنه لا بد من تحديد الأهداف الكلية والتفصيلية للعمل الإعلامي تأسيا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بد من إقناع العاملين في حقل الاتصال الإعلامي بهذه الأهداف والتأكد من وضوحها في أذهانهم بل ورغبتهم وقناعتهم بها إذ إن الأهداف المرغوبة أو المقبولة من جانب المنفذين يكون احتمال بلوغها كبيرا.

كما يجب أن يكون الأهداف مرنة تستوعب المتغيرات التي قد تطرأ على العملية الإعلامية، وتتمشى مع الإمكانات المتاحة كما ينبغي أن تكون


(١) انظر د. أبو الفتح البيانوتي، تحديد الأهداف وترتيب الأولويات، (مذكرة لم يذكر مكان النشر، ٢٠ / ١١ / ١٤١٤هـ) ، ص: ٧.
(٢) انظر د. محمد محمد البادي، الأسس النظرية للإقناع، (جدة: المكتبة الفيصلية ١٤٠٧هـ) ، ص: ٢٠٢.
وانظر أيضا: عبد الله محمد العوشن، كيف تقنع الآخرين، (الرياض: دار العاصمة، ١٤١٤هـ) ، ص: ٣٧.
وانظر أيضا: فوزية رضا أمين خياط، الأهداف التربوية والسلوكية عند شيخ الإسلام ابن تيمية، (مكة المكرمة: مكتبة المنارة، ١٤٠٨هـ) ، ص: ١٥٤.

<<  <   >  >>