الإعلام النبوي لما له من أهمية علمية بالغة، ولما انبنى عليه من آثار جليلة ولحسن تبليغه وتطبيقه؛ ولذا فإني أسعى من خلال هذه الدراسة إلى إبراز الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم لمعرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاتصال بالناس وتبليغه الرسالة الإعلامية بفاعلية واقتدار.
ولذلك اعتمدت بعد الله تعالى في هذه الدراسة على منهج الاستقراء الناقص الذي تتبعت من خلاله خطب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم اخترت منها نماذج بحيث يشكل كل أنموذج منها مرحلة من مراحل الاتصال في العهد النبوي بدأ بخطبة الصفا التي صدع الرسول صلى الله عليه وسلم فيها برسالته العظيمة إلى خطبة حجة الوداع التي تعد نموذجا للاتصال شبه الإعلامية، من ناحية الممارسة الإعلامية، أما من ناحية المضمون والأسلوب فقد كانت تمثل البيان الختامي للرسالة المحمدية، مرورا بخطبة أول جمعة صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة التي تمثل الاتصال الجمعي في الإسلام، ويتسم الخطاب الإعلامي فيها بمراعاة خصائص جماعة المسلمين ومسلماتها وخطب الغزوات والتعبئة للجهاد الإسلامي.
وبعد دراسة هذه الخطب دراسة تحليلية كشف التحليل الإعلامي لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة جوانب:
الجانب الأول: الدلالات والمعاني والمفاهيم الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمثل الفصل الأول من هذه الدراسة.
أما الجانب الثاني: فهو مقومات منهج الخطاب الإعلامي في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمثل هذا الجانب معالم مقومات منهج الإعلام ويشمل الفصل الثاني من هذه الدراسة.
والجانب الثالث: وهو أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشمل الفصل الثالث والأخير، ويستطيع من يتأملها أن يدرك بوضوح