للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجلاء فاعلية الإقناع في الاتصال الإسلامي الذي كان الأساس المتين لانتشار الإسلام، وإعلاء كلمة الله في الأرض، وقيام الحضارة الإسلامية كحضارة عالمية في فترة وجيزة؛ وذلك لما للرسالة الإعلامية في الإسلام المهتدية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم من أثر في نفوس الناس.

فقد انتظمت دعوة الإسلام شعوبا كثيرة تتباين في أصلها وعقائدها ومواريثها الفكرية والثقافية فآمنت بالإسلام واستقر في عقولها ووجدانها وعاشت به حتى يومنا هذا، كيف لا والمثل الأعلى لرجل الاتصال المسلم هو الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين، وحري بنا ونحن نؤصل للإعلام الإسلامي أن نستقي من فيض هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاتصال الذي شهد الله تعالى له بالخلق العظيم، قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤] (١) وقال عز من قائل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا - وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: ٤٥ - ٤٦] (٢) وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: ٢١] (٣) وعلى كل حال أرجو الله العلي القدير أن يكون هذا الجهد العلمي المتواضع خالصا لوجهه الكريم، ونافعا لإخواني الدارسين والعاملين في حقل الإعلام والاتصال بالجماهير، وأن يكون فيه ما يعينهم على أداء الأمانة وتبليغ الرسالة الإعلامية على أساس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون الإعلام أمينا ونافعا وفعالا في حياة الأمة الإسلامية كما كان في عهد النبوة والخلافة الراشدة والعهود الإسلامية الزاهرة، وبعد هذا فما كان في هذه الدراسة من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وأعيذ نفسي وإياكم بالله من


(١) سورة القلم، الآية: ٤.
(٢) سورة الأحزاب، الآيتان: ٤٥، ٤٦.
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٢١.

<<  <   >  >>