لكم الجنة، أو قد غفرت لكم» (١) ولعل هذا ما جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجعل أهل بدر في مقدمة أهل العطاء.
ثانيا: مبررات اختيار خطبة فتح مكة: ١ - لقد كانت نصرة للمظلوم، ووفاء بالعهد لخزاعة حليفة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أول غزوة يخرج فيها الجيش الإسلامي لنصرة المستضعفين من جماعة المسلمين، فقد «جاء عمرو بن سالم الخزاعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبيه وأبينا الأيكدا
فانصر رسول الله نصرا أبدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا ... إن قريش أخلفوك الموعدا
هم بيتونا بالوثير هجدا ... وقتلونا ركعا وسجدا
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " نصرت يا عمرو بن سالم» .
٢ - يعد فتح مكة ثمرة الجهاد والتضحية بالنفس والمال في سبيل الله، فبالأمس خرج المهاجرون فرارا بدينهم، واليوم يدخلون مكة منتصرين على أعدائهم، وفي هذا درس لجماعة المسلمين أنه لا نصر بدون الإسلام , ولا إسلام بدون العبودية الحقة لله، ولا عبودية بدون التضحية والبذل والضراعة إلى الله والجهاد في سبيله.
٣ - في هذه الغزوات حرر البلد الأمين من رجس عبودية الأوثان والأصنام إلى الأبد.
٤ - كسرت شوكة جاهلية العرب في هذه الغزوة، وطوي نظامها، وحل مكانه النظام الإسلامي، ودخل العرب ميادين الحضارة الإسلامية، فأصبحوا قادة الأمة الإسلامية في فتوحاتها، وسياستها، ومعارفها ,