وعلومها، فكانوا بحق كما أراد لهم الله أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس، بفضل الله ثم بفضل هذا الفتح العظيم، ولا يخفى أهمية الاتصال الإعلامي الذي عقب هذا الفتح العظيم لذا اختيرت خطبة فتح مكة.
ثالثا: مبررات اختيار خطبة غزوة تبوك: ١ - لقد كانت تبوك آخر غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم فهي خاتمة غزواته.
٢ - كانت غزوة تبوك أول تجربة جهادية لمجتمع الجزيرة العربية المسلم.
٣ - كانت غزوة تبوك إعلانا للحرب على النظام العالمي الجاهلي، الذي حجر على عقول الناس وقلوبهم، ومنعهم من سماع صوت الحق بالإرهاب الفكري والمادي، والمتمثل في هيمنة الحضارة والثقافة الرومانية.
٤ - كانت غزوة تبوك معركة نفسية عنيفة، لتمحيص الصف الإسلامي، فقد أعلنت الحرب على أكبر قوة في العالم في ذلك الوقت، وأعلن النفير العام في ساعة العسرة , وحينما طابت الثمار، وقرب قطفها، وقرب الحصاد، وفي شدة الحر مع بعد الشقة , فالمعركة تحتاج أولا إلى السير الطويل في الصحراء.
ولذلك كشفت الغزوة سوءات المنافقين وظهرت ظاهرة النفاق مستفحلة منظمة في جوانب شتى، كالتخلف عن السير مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والاعتذار بأعذار واهية، وبث الشائعات المروعة، ولمز المطوعين في الصدقات من المؤمنين، ثم حركة الهمس والتشكيك في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ومقدرته على حرب الروم، ثم محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، بل وبناء المؤسسات للنفاق، مثل مسجد الضرار.
٥ - ظهرت في هذه الغزوة مستويات عظيمة من التضحية والبذل بالنفس والنفيس.