للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

آثار ونتائج هذا الاتصال البليغ في خطبة بدر ١ - موقف الأنصار رضي الله عنهم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان، قال: فتكلم أبو بكر، فأعرض عنه، ثم تكلم عمر، فأعرض عنه، فقال سعد بن عبادة: إيانا تريد يا رسول الله , والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادنا إلى برك الغماد لفعلنا، قال فندب الرسول صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا» (١) .

قال النووي: (قال العلماء إنما قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم اختبار الأنصار؛ لأنه لم يكن بايعهم على أن يخرجوا معه للقتال، وطلب العدو، وإنما بايعهم على أن يمنعوه ممن قصده، فلما عرض الخروج لعير أبي سفيان أراد أن يعلم أنهم يوافقون على ذلك، فأجابوا أحسن جواب بالموافقة التامة في هذه المرة وغيرها) (٢) .

وروى ابن مردويه أيضا عن طريق محمد بن عمر بن علقمة الليثي عن أبيه عن جده قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: " كيف ترون؟ "، فقال أبو بكر: يا رسول الله إنهم بكذا وكذا قال ثم خطب الناس فقال: " كيف ترون؟ "، فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب الناس فقال: " كيف ترون؟ "، فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله ما سلكتها قط، ولا لي بها علم، لئن سرت


(١) خرجه الإمام مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، مرجع سابق، جـ ١٢، ص: ١٢٤.
(٢) الإمام النووي، شرح صحيح مسلم، جـ ١٢، ص: ١٢٤.

<<  <   >  >>