للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

برك الغماد من ذي يمن لنسير معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: ٢٤] (١) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله لك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامض , وصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فأنزل الله القرآن الكريم على رأي سعد بن معاذ {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: ٥] (٢) وزاد الأموي في مغازيه: (وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت به من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من عمدان لنسيرن معك) » (٣) وأخرج البخاري عن ابن مسعود يقول: «شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال موسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} [المائدة: ٢٤] (٤) ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك ومن خلفك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره» (٥) .

ب- موقف عمير بن الحمام الأنصاري: لقد «كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرض المسلمين على القتال في سبيل الله ويقول: والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا


(١) سورة المائدة، آية: ٢٤.
(٢) سورة الأنفال، آية: ٥.
(٣) ابن كثير، السيرة النبوية، مرجع سابق، جـ ٢، ص: ٢٩٦.
(٤) سورة المائدة، آية ٢٤.
(٥) أخرجه البخاري، صحيح البخاري، مرجع سابق، المغازي، ٦٤ ب: ٤ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم.

<<  <   >  >>