للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة، من قتل قتيلا فله سلبه وقوله: " قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض "، فسمع ذلك عمير بن الحمام الأنصاري، فقال: يا رسول الله: جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: " نعم قال: بخ بخ، فقال له رسول الله: " ما يحملك على قول بخ بخ قال: لا والله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: " فإنك من أهلها» ، وكان معه تمرات في يده يأكل منهن، فقال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة!! فرمى بما بقي معه، ثم قاتل وهو يقول:

راكضا إلى الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد

والصبر في الله على الجهاد ... وكل زاد عرضة للنفاد

غير التقى والبر والرشاد

وما زال يقاتل حتى قتل شهيدا رضي الله عنه وأرضاه (١) .

ج- ولقد عبر حسان بن ثابت رضي الله عنه عن إجمالي موقف جماعة المسلمين في بدر بقوله (٢) .

وخبر بالذي لا عيب فيه ... بصدق غير إخبار الكذوب

بما صنع المليك غداة بدر ... لنا في المشركين من النصيب

غداة كأن جمعهم حراء ... بدت أركانه جنح الغروب

فلاقيناهم منا بجمع ... كأسد الغاب مردان وشيب

أمام محمد قد آزروه ... على الأعداء في لفح الحروب

بنو الأوس الغطارف وازرتها ... بنو النجار في الدين الصليب

فغادرنا أبا جهل صريعا ... وعتبة قد تركنا بالجبوب


(١) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في سير الصحابة، جـ ٣، ص: ٣١.
(٢) حسان بن ثابت رضي الله عنه، ديوان حسان بن ثابت تحقيق د. وليد عرفات جـ (بيروت: دار صادر، ١٩٧٤، ص: ٨٢) .

<<  <   >  >>