للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

روايات خطبة حجة الوداع عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: فسار الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس وقال: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم , كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال: بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات» (١) .

الرواية الثانية للخطبة: وأخرج ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضي الله


(١) أخرجه الإمام مسلم (من حديث طويل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه) ، صحيح مسلم بشرح الإمام النووي، (بيروت: دار الفكر ١٣٩٢هـ) ص: ١٨٣-١٨٤.
- وأخرج أبو داود بعضه، عون المعبود وشرح سنن أبي داود، ج٧، ط / ٣، (بيروت: دار الفكر، ١٣٩٩هـ) ص: ١٨٣ البيوع وضع الربا.

<<  <   >  >>