للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته المخضرمة بعرفات: «أتدرون أي يوم هذا؟ وأي شهر هذا؟ وأي بلد هذا؟ قالوا: هذا بلد حرام، وشهر حرام، ويوم حرام، قال: ألا وإن أموالكم ودماءكم عليكم حرام، كحرمة شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا، ألا وإني فرطكم على الحوض، ألا وإني مستنقذ أناسا، ومستنقذ مني أناس، فأقول: يا رب: أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (١) .

الرواية الثالثة: قال ابن إسحاق في السيرة: (مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجته، فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم، وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في هذا الموقف أبدا , أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت , فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. وإن كل ربا موضوع، ولكن لكم رءوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون، قضى الله تعالى أنه لا ربا، وأن ربا عمي عباس بن عبد المطلب موضوع كله. وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع، وإن أول دم أضعه دم ابن عمي ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد أيها الناس: فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه يطمع فيما سوى ذلك، فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم. أيها الناس: إنما النسيء زيادة في الكفر يضل


(١) أخرجه الإمام ابن ماجه، سنن ابن ماجه، جـ ٢، ك التجارات، حديث رقم ٢٢٩٥.
- وأخرج الإمام أحمد نحوه، مسند الإمام أحمد، جـ ٥، ص: ٢٦٧.

<<  <   >  >>