للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عندهم الصادق الأمين والحكم العدل في مدلهمات الأمور , وقد أجمع مجتمع مكة على ذلك وهم شوكة العرب. والرسول صلى الله عليه وسلم بهذا التساؤل يحدد مستوى الثقة برجل الاتصال الإسلامي الذي يضطلع بأعباء الإعلام إذ لا بد أن يكون على هذا المستوى من الثقة بالنفس ومن ثقة المجتمع به (١) إن القائم بالاتصال هو أس العملية الإعلامية، فهو الذي منه يصدر الإعلام , وفيه سماته التي تفيض بعلم الإعلام الإسلامي، إسلامي الروح، وإسلامي الوجه , وإسلامي الفاعلية في حياة الناس، وإسلامي أخلاقيات العمل الإعلامي. وهذا المصدر هو إسلامي الطموح، وإسلامي الانتماء، وإسلامي التوثيق، وإسلامي التعمق , وإسلامي الامتداد، وإسلامي الأشواق والأذواق، وإسلامي التوحد والتوقد، هذا المصدر هو الذي ينبغي أن تشع منه بتلقائية خصائص الإعلام الإسلامي الصادق الأمين، حتى نحقق للناس صدق الخبر، وسلامة المعلومة، وأمانة الكلمة، وصدق التوصية والإرشاد، وصدق الحكم، عندما يلتزم المصدر بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويتأسى به فيكون صادقا وأمينا، سواء أكان المصدر شخصية حقيقية أم شخصية اعتبارية بدءا من المراسل والمندوب والمحرر الإعلامي، وانتهاء برئيس وكالة الأنباء أو مدير بنك المعلومات.

فالإعلام الإسلامي يتجه إلى الجمهور المتلقي , من أجل بناء مزيد من الثقة بالإسلام وقيمه ومبادئه، من أجل تعميم الانتماء إليه باعتباره نعمة تفضل الله بها على عباده، فالإعلام الإسلامي يتجه نحو الهداية لا التضليل لهذا كان الصدق أساسا في النظرة الإسلامية للإعلام، حيث يجب الالتزام به في صوره المختلفة (٢) حتى يتحقق للرسالة الإعلامية أسباب السلامة


(١) انظر تفصيلات أكثر في هذا الجانب في الفصل الثالث: أصول الإقناع في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم، الأصل: المصدر المقنع وشروطه، ص: ١٣٥ من هذه الدراسة.
(٢) انظر مزيدا من التفاصيل عند:
- د. سيد محمد الساداتي الشنقيطي، دراسة إعلامية في فكر ابن تيمية، ط /، (الرياض: دار المسلم للنشر والتوزيع، ١٤١٦هـ) ، ص: ١١٣.
- وانظر: راءوف شلبي، سيكولوجية الرأي والدعوة، (الكويت: دار القلم ١٤٠٢هـ) ص: ١٤٣.

<<  <   >  >>