ومن الحكمة في الدعوة مراعاة أحوال المدعوين واختيار الأساليب المناسبة لهم، وقد ظهر ذلك جليا في التحليل الإعلامي لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم، فأساليب إقناع المجتمع الجاهلي في خطبة الصفا شيء، وأساليب إقناع المسلمين في خطبة أول جمعة صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة شيء آخر، وكذلك خطب التشويق والترغيب في الجهاد والتضحية والبذل بالنفس والنفيس في سبيل الله غير خطب تعليم الناس قيم ومبادئ الإسلام ونظامه كما جاء في خطبة حجة الوداع، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يختار الأسلوب المناسب للظرف الاتصالي المناسب ومثال ذلك في البدايات المثيرة للانتباه في خطبة الصفا " واصباحاه!! "، وفي خطبة أول جمعة بالمدينة الحمد والثناء على الله بما هو أهل، وذلك ارتباطا بمسلمات الأمة الإسلامية.
وفي خطبة فتح مكة:«إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين , وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل بعدي» . وفي هذا الأسلوب رعاية لهم الجمهور المتلقي - أهل مكة - في خطبة حجة الوداع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أتدرون أي يوم هذا أو أي شهر هذا وأي بلد هذا؟» عندما كان يريد أن يعلمهم مواقيت الحج والأشهر الحرم وفق المبادئ الإسلامية الخالدة والمرتبطة بسنة الله تعالى.
هذا هو رجل الاتصال الصادق الأمين الرحيم الذي يعرف لكل