للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حقه ولكل مقام مقال؛ فموضوع الاتصال ينبغي أن يتناسب مع بيئة المستمعين الثقافية والاجتماعية حتى يحقق الاتصال أهدافه وغاياته المرجوة.

وهكذا تدرك بجلاء أهمية الثقة بالمصدر في تحقيق نجاح العملية الاتصالية وفاعليتها في الإقناع بالأفكار مهما كانت شدة المعارضة، فقد شهد عتبة بن ربيعة بعظمة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم مع شدة معارضته؛ قال: (إني سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه , فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ عظيم) (١) .

هذه الشهادة لنجاح الخطاب الإعلامي النبوي جاءت من عدو، والعرب تقول: الحق ما شهدت به الأعداء.

فليت شعري هل يتأسى المصدر في المؤسسات الإعلامية الإسلامية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاتصال؛ فيحسن صلته بالناس، ويحب الخير لهم، ويكون ثقة عدلا عندهم، حتى يسمع صوته، وتقرأ كلمته، وينفع الله به الناس.

ويتحرى ويتثبت في رواية الأخبار حتى يكسب ثقة الناس فيه.

والخبر واحد الأخبار، وهو ما أتاك من نبأ عمن تستخبر، والخبر النبأ والجمع أخبار وجمع الجموع أخابير (٢) وقيل الخبر: ما ينقل ويحدث


(١) ابن هشام، السيرة النبوية لابن هشام، مرجع سابق، ط / ١، ص: ٢٩٤، قال هذا عتبة بن ربيعة بعد سماع سورة فصلت من النبي صلى الله عليه وسلم.
- وانظر: تفصيلات في هذا الجانب عند د. عبد القادر حاتم، الإعلام في القرآن، مرجع سابق،) ص: ١٧٤.
(٢) ابن منظور، لسان العرب، جـ ٤ (بيروت: دار صادر، د. ت) ، ص: ٢٢٧.

<<  <   >  >>