للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: ٦] (١) .

ب - وفي ظل هذا المنهج الإخباري صاغ أهل الحديث ضوابط نقد الرواية سندا ومتنا، واشترطوا في الرواة العدالة، ويعنون بها أن يكون الراوي مسلما بالغا عاقلا، سليما من أسباب الفسق وخوارم المروءة، واشترطوا الضبط ويعنون به أن يكون الراوي غير مخالف للثقات , ولا سيئ الحفظ، ولا فاحش الغلط، ولا مخطئ ولا كثير الأوهام (٢) .

وقسموا الخبر المقبول إلى الصحيح والحسن، والصحيح لغيره، والحسن لغيره , وهكذا سجل لعلماء المسلمين فخر السيادة والريادة في مجال ضبط رواية الأخبار , وليس هذا إلا لأهل الحديث الذين التزموا بضوابط صارمة في نقد الرواية؛ لأنه يقوم على روايتهم تشريع يحكم الحياة ويحكم عليها.

ج- أما أهل السيرة وكتاب التاريخ فقد تساهلوا قليلا لأن هدفهم تثقيفي للناس ولا يبنى على روايتهم أكثر من رأي أو موقف ولا يقوم عليها حكم شرعي، ولذلك روايتهم أقرب ما تكون إلى الرواية الإعلامية.

ومع ذلك فقد كان منهجهم في رواية الأخبار محددا، مثال ذلك واضح في مقدمة تاريخ الطبري التي حدد فيها منهجه في ضبط الرواية بالأمور التالية:

١ - أخذ المعلومات في استقاء الأخبار من مظانها.


(١) سورة الحجرات، آية: ٦.
(٢) د. محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، (لم يذكر مكان النشر ولا الناشر، ١٩٧٨م) ، ص: ١٤٥.

<<  <   >  >>