للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الخمس فالمصلحة المعتبرة الراجحة لجماعة المسلمين.

٥ - إذاعة الحقيقة في إبانها وفاء بواجب البلاغ.

وقد أثبت التحليل الإعلامي لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم أن للإعلام الإسلامي هديا كاملا في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا، وأعلن مفاصلة قومه على مبدأ عقيدة التوحيد انطلاقا من قول الله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: ٩٤] (١) .

وفي خطبة أول جمعة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض القيم التي تتصل بحياة الجماعة الإسلامية، وما ينبغي أن تكون عليه من التقوى، واستثار الدوافع الإيمانية لبناء المجتمع الفاضل والرأي العام المستنير المتألف المتراحم المتآخي في الله تعالى، وفي خطبة فتح مكة؛ حيث كان دخولها عنوة هم المجتمع القرشي الأول، فاتخذ من هذا الهم مدخلا لتثبيت حرمة مكة في أذهان الناس وإخلاص العبادة لله الواحد الأحد.

ولا يقف مقوم الثقة بالمصدر عند حد ثقة الجمهور به وثبت روايته وحسن اختياره لما يقدم للجمهور المتلقي، وإنما يعد تفسير الأحداث من أهم عوامل الثقة بالمصدر , وللإعلام الإسلامي منهجه الراشد في تفسير الأحداث وربطها بسنن الله في الكون والحياة وآياته في الوحي بشقيه، وهذا المنهج يستمد بعده من منهج القرآن الكريم؛ ولذا فإن رجل الاتصال في الإعلام الإسلامي يفسر الأحداث على أساس هذه السنن التي تحكم الحياة الاجتماعية كما تحكم القوانين الطبيعية للكون، وقد سلك الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك عندما فسر لجمهور خطبة الفتح حادثة فتح مكة، حيث حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليه رسوله


(١) سورة الحجر، آية: ٩٤.

<<  <   >  >>