للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣ - وقال ابن حجر العسقلاني - عند تعليقه على بدء الإمام البخاري - رحمه الله - كتاب العلم بقول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: ١١] (١) قال القاضي أبو بكر بن العربي: (بدأ المصنف بالنظر في فضل العلم قبل النظر في حقيقته؛ وذلك لاعتقاده أنه في نهاية الوضوح فلا يحتاج إلى تعريف أو لأن النظر في حقائق الأشياء ليس من فن الكتاب، وكل من القدرين ظاهر لأن البخاري لم يضع كتابه لحدود الحقائق وتصورها بل هو جار على أساليب العرب القديمة، فإنهم يبدءون بفضل المطلوب للتشويق إذا كانت حقيقته مكشوفة معلومة) (٢) .

٤ - وقال أيضا في نزهة النظر: (الفرق بين العلم الضروري والعلم النظري أن الضروري يفيد العلم بلا استدلال، والنظري يفيده لكن مع الاستدلال على الإفادة، وأن الضروري يحصل لكل سامع، والنظري لا يحصل إلا لمن فيه أهلية النظر) (٣) .

وهكذا فإن العلم في الاصطلاح حده ابن قيم الجوزية كما تبين في التعريف الأول وبين ابن تيمية - رحمه الله - أقسامه، أما القاضي أبو بكر بن العربي فقال إنه أبين من أن يحد، وقسمه ابن حجر العسقلاني إلى ضروري ونظري كما تقدم.

ولا يخفى على الدارسين في حقل الإعلام أهمية هذا المقوم لرجل


(١) سورة المجادلة، آية ١١.
(٢) ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح الإمام البخاري، مرجع سابق، جـ١، ص: ١٤٠-١٤١ كتاب العلم.
(٣) ابن حجر العسقلاني، نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، (بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤٠١هـ) ، ص: ٢٢.

<<  <   >  >>