للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الإعلام الإسلامي، وقد بين الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: ١٢٠] (١) وقال الله تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: ١٤٥] (٢) وقال عز من قائل: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: ٩٤] (٣) عند ذلك بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاتصال الخطابي القائم أساسا على العلم بحقيقة الألوهية وحقيقة الربوبية وحقيقة الإنسان وعلاقته بالله وبالكون من حوله، وقد صدع بهذه الحقائق في خطبة الصفا، وكاشف بها مجتمع قريش الجاهلي، وهكذا بدأ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاتصال بالناس على أساس من العلم، وقد تبين من التحليل الإعلامي لخطب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن مضمون الخطاب الإعلامي فيها لا يخرج عن مرتكزات ثلاثة:

القيم , والمبادئ الفكرية والثقافية التي تطرح لتشكل العقلية الإسلامية، وبناء الإنسان المسلم بالمعلومات السليمة، وخلخلة الرأي العام الجاهلي الفاسد.

رواية الأحداث والأخبار ومعروف أهمية الأخبار في حياة الناس وتأثر قراراتهم ومواقفهم وأحكامهم بها فلا بد أن تؤسس على مقوم العلم.

الأشخاص من حيث التعريف بهم والحكم عليهم وكل ذلك يحتاج إلى العلم (٤) .


(١) سورة البقرة، آية: ١٢٠.
(٢) سورة البقرة، آية: ١٤٥.
(٣) سورة الحجر، آية: ٩٤.
(٤) لقد كانت هذه النتيجة من أهم نتائج الدراسة التي قام بها د. سيد محمد الساداتي الشنقيطي في كتابه: ركائز الإعلام في دعوة إبراهيم عليه السلام، (الرياض: عالم الكتب، ١٤١٥هـ) ص: ١٤٧ وما بعدها، وذلك لاطراد النهج النبوي في دعوة الرسل عليهم السلام.

<<  <   >  >>