قال أبو عبيد: ولا أحسبه محفوظاً، ولكنه عندي "لما يعروك" بالواو، ومعناه: لما ينوبك من أمور الناس، ويلزمك من حوائجهم. وكذلك كل من أتاك لحاجةٍ، أو نائبةٍ نابته، فقد عراك، وهو يعروك عرواً، قال الراعي:
قالت خليدة ما عراك ولم تكن ... بعد الرقاد عن الشئون سؤولا
يُريد بقوله:"ما عراك"[أي] ما نزل بك، وما ألم بك، ونحو ذلك. ومنه قول الله [تبارك وتعالى]: "إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ". ومنه قيل: اعتراه الوجع وغيره، وقال معن بن أوسٍ يمدح رجلاً:
رأى الحمد غُنماً فاشتراه بماله ... فلا البخل يعروه ولا الجهد جاهده
أي: لا ينزل به البخل ولا يُصيبه.
ومن قال: يعررك فليس يخرج إلا من أحد معنيين: من العُرة: وهي العذرة، أو من العر: وهو الجرب. وليس في الحديث موضعٌ لواحد من هذين.