للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما قوله: "فلتةٌ": فإن معنى الفلتة: الفجاءة، وإنما كانت كذلك؛ لأنه لم ينتظر بها العوام، وإنما ابتدرها أكابر أصحاب "محمدٍ" - صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين، وعامة الأنصار، إلا تلك الطيرة التي كانت من بعضهم، ثم أصفقوا له كلهم، لمعرفتهم أن ليس لأبي بكرٍ منازعٌ، ولا شريكٌ في الفضل، ولم يكن يحتاج في أمره إلى نظرٍ، ولا مشاورةٍ؛ فلهذا كانت الفلتة، وبها وقى الله الإسلام وأهله شرها، ولو علموا أن في أمر "أبي بكرٍ" شبهةٌ، وأن بين الخاصة والعامة فيه اختلافاً، ما استجازوا الحكم عليهم بعقد البيعة، ولو استجازوه ما أجازوه الآخرون، إلا لمعرفة منهم به متقدمةٍ، فهذا تأويل قوله: "كانت فلتةٌ وقى الله شرها" [٤٤٢].

٦٢٩ - وقال "أبو عبيدٍ" في حديث "عمر"- رضي الله عنه-: "أن العبد إذا تواضع رفع الله حكمته، وقال: انتعش نعشك الله، وإذا تكبر،

<<  <  ج: ص:  >  >>