يقول: إنها أصبحت بالقفر غرائب في غير أوطانها، وأنشدوا "أتاوياتٍ" بالفتح، وأما الحديث فيروى بالضم: أتاويان، وكلام العرب بالفتح.
وفي هذا الحديث من الفقه: قوله لهما: قولا: إنا رجلان أتاويان، وهما من أهل المصر، وهذا عندي من المعاريض، إنما أولته أنه أراد أنا غريبان في هذا المكان الذي نحن فيه الساعة، وكل من خرج إلى غير موضعه، فهو أتاوى.
وهذا عندي شبيه بقول "إبراهيم" إنه كان متواريًا فكان أصحابه يدخلون عليه، فإذا خرجوا من عنده، يقول لهم إن سئلتم عني، فقولوا: لا ندري أين هو، فإنكم لا تدرون إذا خرجتم إلى أين أتحول، وإنما تحوله من موضعٍ في الدار إلى موضعٍ فيها آخر.
وكقول غيره، وأتاه رجل يطلبه، فكره الخروج إليه، فأدار دارةً، ثم قال: قولوا: ليس هو ها هنا، وأشار إلى الدارة، وفي أشباهٍ لهذا من المعاريض كثيرة.
٦٧٠ - وقال "أبو عبيد" في حديث "عثمان" -رحمه الله-: