قال: حدثنا «أبو بكر بن عياش» , عن «أبى حصين» , عن «يحيى ابن وثاب» , عن «مسروق, عن «عبد الله».
قال: وحدثنا «ابن مهدى» , عن «سفيان» , عن «أبى حصين» , عن «إبراهيم» , عن «عبد الله».
قوله:«ليته لم يكن»: ليس وجهه عندى أن يكون عامًا في كل شئ, ولا إياه أراد «عبد الله» , ولو كان هذا في الأشياء كلها لان ينبغى إذا أذنب الرجل ذنبًا ألا يندم عليه, ولا يقول: ليتنى لم أكن فعلته, وكيف يكون هذا و «عبد الله» نفسه يحدث عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«الندم توبة» فهل الندم إلا أن يتمنى أن الذى كان منه لم يكن؟
ولكن وجهه عندى: أنه أراد المصائب خاصة التى يؤجر عليها العبد, كالمصائب [٥٣٦] في الأبدان والأهل والمال, لأنه إذا تمنى أن ذلك لم يكن, فكأنه لم يرض بقضاء الله عليه, ولا يأمن أن يكون أجره قد حبط, ولكنه يرضى, ويسلم لأمر الله وقضائه. ومما تمنى الناس مما كان أنه لم يكن قول «مريم»: [يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيا} وقول «عمر»: «ليت أمى لم تلدنى» , وقول «عبد الله»: «ليتنى كنت طائرًا بشراف» , وقول «عائشة»: «ليتنى