للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلب السادس

وصاياه - صلى الله عليه وسلم -.

ذكر ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أوصى الناس بثلاث وصايا:

الأولى: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب.

وأصل الجزر في اللغة: القطع (١).

وقد اختلف في تحديد جزيرة العرب، فقال يعقوب بن محمد الزهري كما جاء في إحدى روايات الحديث: هي مكة والمدينة واليمامة واليمن، ونقل مثله عن مالك رحمه الله (٢).

وروى الإمام مالك عن ابن شهاب رحمهما الله أنه قال: "جزيرة العرب المدينة" (٣).

وقال الإمام أحمد رحمه الله:" جزيرة العرب المدينة وما والاها يعني أن الممنوع من سكنى الكفار به المدينة وما والاها وهو مكة والمدينة وخيبر والينبع. وقيل: ومخاليفها وما والاها وهو قول الشافعي لأنهم لم يجلوا من تيماء ولا من اليمن" (٤).

وقال الزبير بن بكار:"جزيرة العرب ما بين العذيب إلى حضر موت، وحضر موت آخر اليمن" (٥).

وقال الخليل بن أحمد: "سميت جزيرة العرب لأن بحر فارس وبحر الحبشة والفرات ودجلة أحاطت بها، وهي أرض العرب ومعدنها " (٦).

وقال أبو عبيد:"قال الأصمعي جزيرة العرب ما بين أقصى عدن اليمن إلى ريف العراق في الطول وأما في العرض فمن جدة وما والاها إلى أطراف الشام. وقال أبو عبيدة: هي ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطول، وأما في العرض فما بين رمل يرين إلى منقطع السماوة" (٧).

وقال النووي:"ولا يُمنع الكفار من التردد مسافرين في الحجاز ولا يمكنون من الإقامة فيه أكثر من ثلاثة أيام، قال الشافعي وموافقوه: إلا مكة وحرمها فلا يجوز تمكين كافر من دخوله بحال فإن دخله في خفية وجب


(١) ينظر: الصحاح الجوهري ٢/ ١٧٥،والقاموس المحيط ١/ ٤٦٥ مادة (جزر).
(٢) فتح الباري ٦/ ١٧١،وينظر خصائص جزيرة العرب، بكر أبو زيد ص ١٩.
(٣) شرح النووي ١١/ ٧٨،وفتح الباري ٦/ ١٧١.
(٤) الشرح الكبير١٠/ ٢٦٣.
(٥) فتح الباري ٦/ ١٧١.
(٦) المغني، ابن قدامة ١٠/ ٣٠٦،وشرح النووي ١١/ ٧٨،وفتح الباري ٦/ ١٧١.
(٧) المغني، ابن قدامة ١٠/ ٣٠٦،وشرح النووي ١١/ ٧٨،وفتح الباري ٦/ ١٧١.

<<  <   >  >>