ومن خدعهم المشهورة، وحيلهم المذكورة، أن لهم نساء شاطرات ذوات حسن فائق، وجمال رائق، يحكمن اللسان الأعجمي، والزي الرومي، فإذا وقع لهم من غير بلدهم من يطلب جارية حسناء قريبة العهد بالجلب من بلاد الروم بعده بقرب وجودها ويطمعه بتأتي قصده فيها ويسوفه في أمرها ويشوقه إليها حتى يحضرها له على أنها نضو سفر وحديثه عهد بالجلب وقد أعد لنفسه مشاركا في حالها يزعم أنه مالك رقها ومستوجب حقا اشتراها بالثغر الأعلى وأغلى في ثمنها اغتباطا بحدث جلبها وقصد الإغراب بها فإذا أكملا بيعها اقتسما معها ثمنها وخرج مشتريها بها إلي موضع استيطانه فإذا رأت منه ما ترضاه اغتبطت بمكانها منه وطلبت منه أن يعتقها ويتزوجها، وإن كان غير ذلك صرحت بالحرية وأظهرت عند حاكم البلد التي تكون فيه من عقود مسترعاتها وغيرها ما يوجب حريتها وينصرف المذكور بعقد اشترائه إياها وما حكم عليه به ف يحقها ليرجع بثمنها على بائعها فينكر النخاس أن يكون يعرف لبائعها مستقرا ويقول: كان معلوم العين كثير التجارة والجلب للخدم الروميات وغيرهن، فيخفق سعي المذكور ويخسر ماله.
كما اتفق لرجل من أهل مدينة البيرة حلف على ترك التزويج بالأندلس يمينا لم يجد لها مخرجا فتوجه إلى قرطبة وهي إذ ذاك حضرة الأندلس دار الملك وقاعدة العلم واشترى بها جارية لم يكن يرى الراؤون مثلها بعجة وجمالا وأركبها بغلة له وأوطاها ثوب ديباج وألبسها ثوب حري طرازيا كانت نساء ملوك الأعاجم إذ ذاك