فدلس منهم وقد يكون عن رشوة يأخذونها من البائع، ويحلفونهم بالإيمان المغلظة أن لا يكتموا عيبا ولا سرا لله إن كان فيه كالرطوبة التي تنزل من الدماغ في الدابة من نزلة تعرض لها من برد يصيبها فإن كانت تلك الرطوبة منتنة أعدت الداوب التي تقف معها وأهلكت الدابة في الغالب وإن كانت غير منتنة فقد تسلم، وكالانتشار يعود إلى المشتري وهو وجع يصيب الدابة في ركبتها فنوع منه يزيد إلى أن يمنعها المشي ويكلها، والزائد وهو ورم يصيب يد الدابة فإن طب كان عيبا وإلا كانت مضرته أكثر، والدخس وهو كالداحس يكون فوق حافر الدابة فإن طال به انتهي إلى طرح الحافر وبطلت المنفعة بها سنة إلى أن ينبت غيره وإذا ضربت الدابة بنفسها إلى الأرض عندما يضم عليها الحزام والمقود علم أن بها ضيق نفس، وإذا عوجت شقتها العليا على السفلي كانت اللقوة، وقد ينبت للدابة أنياب رقاق زائدة الطول تمنعها من أكل العلف ويحتاج إلى أن يكسرها البيطار، والسلاق يمنع أكل الدابة للعلف وت بله وهو عيب المأخذ، وإذا لم تقبل الدابة اللجام عيب وكذلك إذا امتنعت البيطار أو الشكال أو الراكب.
ومن حيلهم التي شهرت عليهم أنهم إذا اشترى منهم الواحد الفرس وأغلى في ثمنه وطلب من البائع أن يحطه من الثمن فامتنع وأبي أخذ هرا وجعله في مخلاة وعلقها على الفرس فخدش الهر الفرس وأشعفه فإذا رأى الفرس المخلاة ظن وتخيل أن الهر فيها وامتنع من الأكل فيها ووقف المذكور عليه إذ لا يقبل المخلاة للعلف ويرده على بائعه واكتسب الفرس من ذلك عيبا ينقص كثيرا من ثمنه