ويتفقد بائعي الفخار ألا يرموا المعيب إلا ببياض البيض ومسحوق الخزف والجيار والرماد أو بالطيجال المشوي المدقوق مع الرماد فإن منهم من يدلس ويعمل ذلك بالدم، ويأمر عملته أن يوسعوا أفواه أقداح الوضوء ليتمكن اغتراف الماء منها ويوسعوا قيعان القلال ويوطئوها لئلا تقع.
وكذلك يمنع الزجاجين من إخراج الزجاج من فرن التبريد إلا بعد يوم وليلة، وذلك لما يعتريه من الصدع إن عجل إخراجه قبل ذلك، ويختبر الأرماد على أصحاب الأفران لئلا يبسطوا التراب في مستوقداتها ويقدوا عليها النار فإذا كان الليل جمع الجميع وذلك دلس كثير ووجه اختباره أن يوضع في الماء فيرسب التراب ويطفو الرماد.
ويلزم حمالي ما في الكنف أن يغطوا أكوابهم وأن يجعلوها كبارا يحمل كل كوب اثنان منهم فيكونان يكتنفانه حتى لا يلحق أحدًا ولا يتأذى به أحد، ويكون بيد أحدهم جرس يشعر به الناس، ويمنع أن ينقل الواحد منهم بكوبين يكون بينهما لما يمكن في ذلك من إضرار الناس.
ويأخذ حمالي اللحم إلى الحوانيت بأن لا يحملوه إلا في أوعية يضعون اللحم فيها كل ليلة ويغسلونها من الغد، ويمنع ألا يحمل أحد حوتا في يده لئلا يمس أثواب الناس إلا في وعاء ومن وجده كذلك جعله في حجره أدبا له.
وكذلك الخدمة بالحمامات يبيتون محاكهم التي يحكون بها أرجل الناس في الملح والماء كل ليلة لئلا تكتسب الروائح ويغسلون ميازرهم كل عشية بالصابون.
ولا يترك المبهرجين والمهذرين يجعلون مجالسهم إلا في الشوارع السالكة أو حيث يجتمع الناس ويمنعون من أن لا يهذروا على النساء ولا جهال الرجال